لحج نت | متابعات
تشهد عدن والمحافظات الأخرى غليان وسخط شعبي غير مسبوق مع استمرار انهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع المعيشية.
لا يمكن اعتبار الفقر حدثاً طارئاً، أو اعتبار ثورة الجياع حراكاً بسيطاً، فالجوع قادر على إحداث تغييرات ربما لا تستطيع أي مبادئ وثورات تحرر إحداثها، لأن الجوع هو ثورة في وجه حياة أقسى من الموت، فإذا لم تستطيع السلطة أن تطعم تلك الأفواه الجائعة فربما تكون الضربة القاضية لعرشه المتهاوي.
ربما يصبر الإنسان على الظلم من أجل لقمة عيشه والحفاظ على أولاده وعائلته، وهذا ليس معيباً، فقدرات الناس متفاوتة في مواجهة الاستبداد والظلم، لذلك نُسمِّي الثائرين من أجل حريتهم وكرامتهم أبطالاً، ولو كان الأمر سجية أي إنسان أن يثور ولا يحتمل الاعتداء على حريته وكرامته لما كان في الأمر بطولة، ولما حدث الاستبداد أصلاً.
وثورة الجياع هي ثورة حق، بل هي من أكثر الثورات تعبيراً عن حقوق الإنسان، إذ إنها ثورة للبقاء، وثورة من أجل العدالة حتى لو لم تصرح بذلك، لأن وجود العدالة يعني عدم وقوع الفاقة.
وإن الذين يقودون حراك الناس اليوم من أجل لقمة العيش هم أفضل ممَّن يسكت حتى يموت قهراً وذلاً، وإن ثورةً إن تمت من أجل الخبز لقادرة أن تحمل في رغيفها كل القيم التي تقاتل من أجلها الثورات، وستمنح فرصة جديدة عند من يريدون القتال والثورة من أجل مبادئهم ليعودوا من جديد، لكن هذه المرة معهم حجة بالغة وهي الأمعاء الخاوية والبطون الجائعة، يستطيعون بها حشد الناس وقيادة حراكهم من أجل كلّ القضايا جملة واحدة، ومن قال إن هذه القضايا عليها أن تتفرق؟!!