لحج نت | متابعات
كشف الباحث الآثاري اليمني عبد الله محسن، عن خفايا جديدة لدور الاستعمار البريطاني في تهريب آثار اليمن منذ وقت مبكر من العصر الحديث.
وأوضح عبد الله محسن، المتخصص في تتبع مسار تهريب الآثار اليمنية، في مقال بحثي مطول نشره على حسابه في فيسبوك ان قراءاته لتفاصيل بعض القطع الأثرية اليمنية المهربة، من آثار قتبان إلى معرض ديفيد آرون البريطاني، تمت برخصة تصدير من مستعمرة عدن في بدايات ستينات القرن الماضي، ومنها شاهدة قبر منمقة وحزينة ومذهلة للغاية.
وقال محسن بشأن قصة تهريب هذه الشاهدة: “من حيد بن عقيل، باع معرض ديفيد آرون “شاهدة منمقة ومذهلة للغاية، على شكل وجه مستطيل بعيون كبيرة على شكل لوز وبؤبؤين مفصلين، وأنف مستطيل متصل بحواجب مقوسة، من آثار اليمن، تعود للقرن الرابع قبل الميلاد، وارتفاعها 12 سم وعرضها 15.5 سم”. موضحاً أن حجمها الصغير يجعلها أشبه ببطاقة تذكارية من حجر الكلس.
وأشار إلى أن الشاهدة من مجموعة بريطانية خاصة، عُرضت للمرة الأولى في سوق لندن للفنون عام 2011م، وهي مصحوبة برخصة تصدير مؤرخة في 4 مايو 1962م من مستعمرة عدن باسم الرائد “إم دي فان ليسن”، وموقعة من قبل دونالد بريان دو، مدير الآثار في عدن.
وأكد محسن، نقلاً عن موقع المتحف البريطاني، أن الرائد إم دي فان ليسن- الذي ولد عام 1916م وقضى كثيراً من سني حياته العسكرية متنقلاً بين أفريقيا وعدن- تبرع بعدد من آثار اليمن إلى المتحف البريطاني، بما فيها تمثال برونزي من تمنع، وقام رسمياً بإعارة نقش واحد (قرض 74، تم إيداعه في 2 فبراير 1959م) والذي نشره في العام نفسه الدكتور محمود الغول في نشرة كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (المجلد 22، الصفحات من 1 إلى 22) تحت الرقم 132529.
ويفترض أن ما تبقى من مجموعته قد تم تفريقه أخيراً بعد وفاته في عام 1992م. حسب تعبير محسن.
وبيّن محسن أن “فَان ليسن” قدَّم مخطوطة غير منشورة بعنوان “ملاحظات حول جنوب شبه الجزيرة العربية” إلى مكتبة الإسكندرية (مكتبة الشرق الأوسط، تاريخ الاقتناء 11 نوفمبر 1960م)؛ يُشار إليه أيضاً باسم (مايك) في تقرير مخطوط ثانٍ غير منشور قدّمه زميله في الكتيبة الثانية الكابتن جون إيلوارد بعنوان “تقرير خاص عن إقامة أيلوارد في قتبان وملاحظاته هناك”، كما نُشر مقال عن بعض اكتشافاته تحت عنوان “النقوش الصخرية والصور الفوتوغرافية القتبانية على الجدران من قبل الرائد “إم دي فان ليسن”.
تابع محسن قائلاً: “أما ناقل النقش من المسند في رخصة التصدير دونالد بريان دو، فقد كان يشغل مدير الآثار في عدن آنذاك (توفي في 5 مايو 2005م) وكان عالم آثار ومهندساً معمارياً بريطانياً، ويرجع اهتمامه بالآثار لاحقاً إلى زيارة لمدينة صبراتة الرومانية في ليبيا خلال تلك الفترة، وفي عام 1951م تم تعيينه كرئيس للمهندسين الحكوميين في عدن، ثم أصبح فيما بعد مديراً لدائرة الآثار المنشأة في عدن، حيث أسس جمعية محلية للفنون والآثار وصمم متحفاً تم وضع حجر الأساس له في عام 1951م، وفي مارس – يونيو 1967م ذهب إلى سقطرى بصفته عالم آثار برعاية الأكاديمية البريطانية للقوات والبعثة العلمية المدنية إلى الجزيرة”.
وقال أيضاً: إن “دونالد بريان دو” كتب عدداً من المقالات حول الآثار والفخاريات في منطقة عدن، بالإضافة إلى كتابين عن آثار جنوب الجزيرة العربية. كان يتواصل بشكل دوري مع المتحف البريطاني، على سبيل المثال في عام 1964، بشأن العديد من النقوش العربية الجنوبية، بما في ذلك واحدة عثر عليها الرائد فان ليسن، وأخرى معروضة للبيع بواسطة أ. نزار، وكان من المقرر أن ينشرها محمود الغول 1965م، كما كتب عدداً من المقالات عن المقتنيات والمراجع الأكاديمية والوضع السياسي في عدن، 1969م، وتأسيس الجمعية العربية.
وأضاف، محسن وفي عام 1985 قدّم “دو” مجموعة كبيرة من آثار جنوب الجزيرة العربية إلى المتحف البريطاني مع ستيفن داي. من مؤلفاته “ملاحظات حول الفخار الذي تم العثور عليه في محيط عدن”، “حكومة عدن، تقرير الآثار” [عدن] 1960م/1961م، ص 3-20؛ “مواقع الفخار بالقرب من عدن”، “نشرة آثار عدن” 5، الصفحات 29-55، مارس 1965؛ “سقطرى: استطلاع أثري عام 1967”. حسب الباحث الآثاري محسن.
المقال السابق