لحج نت | ليلى الكثيري
بدون أي مقدمات، حكومة الشرعية والتحالف العربي المسيطران على الموارد والإيرادات والعائدات والثروات والمتحكمان بالدخل الوطني للجنوب، متعمدان مع سبق الإصرار والترصد تنفيذ إعدام جماعي بقطع المعاش الشهري لموظفي الدولة ومنتسبي السلك العسكري.
لم يحصل بتاريخ الجنوب ولا بأي دولة في العالم فقيرة أو غنية تعاني من حالة حرب أو كوارث اقتصادية أو مالية أو أو أن يتم قطع معاش موظفيها لفترات تتراوح بين 6 و9 أشهر متتالية وتجويعهم، إلا بالجنوب رغم أن البلاد ليست فقيرة ولا تعاني ضعف مصادر الدخل والثروات والإمكانيات التي تجعل شعبها أفضل حالاً معيشياً ومادياً واقتصادياً يتساوى مع دول الخليج بالمنطقة إن لم يكن أفضل منها بثلاثة أضعاف، فماذا يمتلكون في تلك الدول مقارنة مع ثرواتنا الظاهرة والباطنة ولا نمتلكها نحن بالجنوب، ووضعنا المعيشي الذي نعيشه!
امتهان كرامة وذل المواطن العادي والموظف الحكومي الجنوبي في أرضه بالتجويع والممارسات التعسفية بعدم صرف المستحقات من الراتب الشهري والتحكم بقوت يومه ومستوى معيشته والتزاماته ومسؤوليته في ظل الوضع الاقتصادي والجرعات القاتلة من تدهور وغلاء وارتفاع عملة ووضع البلد الحالي الذي يعيشه الجنوب أرضاً وإنساناً، ما هي إلا جريمة الموت الجماعي يرتكبها كل القائمين على إدارة موارد وإيرادات وإمكانيات وثروات الدخل الوطني للجنوب ويتسبب فيها كلٌّ من التحالف العربي والحكومة المسيطرين عليها.
يجب مواجهة الحقيقة وتحديد الموقف من إطالة أمد الحرب واستنزاف كل الإمكانيات المالية والبشرية وتدمير الاقتصاد والعبث بمقدرات وثروات الجنوب ذات الدخل الوطني الذي تؤمن للمواطن العادي والموظف الحكومي في السلك العسكري حياة آدمية كريمة.
إن لم يدرك الشعب حقوقه واستحقاقاته وما له وما عليه من واجبات، وأن الراتب الشهري ليس مكرمة أو هبة أو عطايا من الحكومة أو التحالف أو المسيطرين على مصادر الثروات والعائدات والإيرادات وتأتي بالعام شهرين لا ثالث لهما، هذا مشكلة حقيقية لدى الشعب الذي تساهل وتهاون وتنازل عن حقوقه الشرعية واستحقاقاته التي كفلها القانون والدستور وبالتالي يستحق التجويع والإذلال والإفقار.. بالأخير لا يضيع حق وراؤه مطالب.. ومن قال حقي غلب.. تنقصنا ثورة وعي.